لن تكون أمسية الثامن من أيلول/سبتمبر عادية بالنسبة لقطبين كبيرين في عالم كرة القدم هما إيطاليا بطلة العالم وفرنسا وصيفتها، فالمباراة التي ستجمعهما على ملعب "سان سيرو" في ميلانو ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أوروبا 2008 المقبلة في النمسا وسويسرا لا يختلف اثنان على أنها ستكون حاسمة وبعدها ستتضح ملامح المتأهل مباشرة إلى النهائيات.
فبعد مرور حوالي سنة على انطلاق التصفيات، يتصدر المنتخب الفرنسي المجموعة الثانية برصيد 18 نقطة بفارق نقطتين أمام الإيطالي وثلاث نقاط أمام المنتخب الاسكتلندي الذي كبّد فرنسا خسارتها الوحيدة في سبع مباريات خاضتها فازت في 6 منها حتى الآن.
في المقابل، استهلت إيطاليا مشوارها بتعادل مع ليتوانيا (1-1) ثم منيت بخسارة قاسية أمام فرنسا على "ستاد دو فرانس" (1-3) وواجه مدرب المنتخب روبيرتو دونادوني وابلاً من الانتقادات قبل أن يستعيد الفريق الأزرق توازنه ويهزم أوكرانيا بهدفين نظيفين واسكتلندا بنفس النتيجة.
ورغم فوز إيطاليا بمبارياتها الحاسمة في التصفيات، إلا أن الأداء لم يقنع العديد من النقاد، وخير دليل على ذلك الفوز بشق الأنفس على منتخب جزر الفارو المتواضع جداً (2-1) والهزيمة الثقيلة في المباراة الودية أمام المجر في بودابست (1-3) حيت استطاع أصحاب الأرض أن يسجلوا 3 أهداف في 16 دقيقة ما يدل على ضعف خط الدفاع الإيطالي، أمرٌ لم يعتاده "التيفوزي" من قبل.
أي دفاع أمام فرنسا؟
بعد الهزيمة في العاصمة المجرية بودابست، انتقدت الصحف الإيطالية المنتخب بشدة واصفة إياه " بالفريق الذي يفتقد إلى الروح " كما انتقدت لاعب ريال مدريد، كانافارو، مشيرة إلى المستوى المتدني لللاعب وعدم رغبته في المنافسة.
فكتبت"كورييري ديلو سبورت" : يجب دق ناقوس الخطر قبل المباراة أمام فرنسا. المنتخب الإيطالي يفتقد لأشياء عديدة. فحو يحتاج لكل شيء."
تساؤلات عديدة تطرح، قبل المباراة المرتقبة أمام فرنسا. بأي وجه سيظهر المنتخب الإيطالي؟ أي تكتيك سيعتمده دونادوني؟ ومن سيتم إشراكه بدلاً من ماتيراتزي؟
فبعد الإصابة التي تعرض لها مدافع إنتر ميلان، ماركو ماتيراتزي، استدعى دونادوني مدافع روما كريستيان بانوتشي (34 عاماً و48 مباراة دولية) إلى التشكيل وذلك بعد أن غاب عنه منذ حزيران/يونيو 2004.
وفي حال لم يتم إشراك بانوتشي أساسياً، من المتوقع أن يدفع دونادوني بلاعب باليرمو أندريا بارزاليي إلى جانب كانافارو في قلب الدفاع رغم أنه لا يتمتع بالخبرة الدولية الكافية.
لكن يبقى السؤال، هل سيكون دفاع المنتخب الذي كان الأقوى على مدى سنوات طويلة في هذا الخط، فعالاً أمام مهاجمين أمثال، تييري هنري ونيكولا أنيلكا ودافيد تريزيغيه؟
وضمت تشكيلة دونادوني المكونة من 25 لاعباً، مهاجم كالياري باسكوالي فوجيا (24 عاماً) الذي يستدعى إلى المنتخب لأول مرة، بعد أن تألق في بداية الدوري المحلي بتسجيله ثلاثة أهداف خلال مرحلتين، في حين تحوم الشكوك حول مشاركة مهاجم بايرن لوكا توني المصاب الذي لم يشارك مع فريق أمام هامبورغ يوم الأحد الفائت.
وقال دونادوني في هذا السياق:" سيكون الأمر صعباً بالنسبة لتوني. لقد أظهرت الفحوصات التي أجريت له الإثنين بعض المشاكل".
ماتيراتزي:" فرنسا ستخسر"
وتوقع الغائب الأكبر عن هذه المباراة، ماركو ماتيراتزي خسارة فرنسا إذ صرّح لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية" قائلاً:" فرنسا ستخسر". سيفعل زملائي كل ما بوسعهم لتذكير الجميع بأننا أبطالاً للعام".
وأضاف: " أنا مستاء جداً لأنني لن أتمكن من المشاركة، وأفهم أيضاً شعور المدرب الفرنسي الذي لن يكون على أرض الملعب بسبب إيقافه".
وتابع اللاعب الذي تسبب بطرد زيدان من نهائي مونديال ألمانيا:" لن تكون مباراة السبت ثأراً ولكن مباراة مهمة بين منتخبين يسعيان لبلوغ كأس أمم أوروبا. مباراة سنفوز نحن بها. العام الماضي، انهزمنا أمام فرنسا في باريس (1-3). وما أتذكره أن المنتخب الإيطالي عاد من تلك المباراة بذكرى جيدة، وهي أن المشجعين الفرنسيين صفقوا بعد النشيد الإيطالي. أنا أقدّر ذلك وأتمنى أن يفعل جمهور "سان سيرو" الشيء نفسه".
عودة تريزيغيه
وعلى الجانب الآخر، شهدت تشكيلة المنتخب الفرنسي، عودة مهاجم يوفنتوس، دافيد تريزيغيه إذ لم يتردد هذه المرة دومينيك في استدعائه لسببين، الأول، إحرازه أربعة أهداف في مباراتين خاضهما مع فريقه في الدوري الإيطالي، والثاني كونه الرجل الذي كان له الدور الحاسم في آخر مواجهتين لفرنسا وإيطاليا. ففي نهائي كأس أمم أوروبا 2000 كان هو من أحرز الهدف الذهبي لفرنسا في مرمى إيطاليا في النهائي وبعد ست سنوات، أهدر ركلته الترجيحية لتفوز إيطاليا بضربات الحظ في نهائي مونديال ألمانيا عام 2006.
وهي المرة الأولى التي يعود فيها تريزيغيه إلى المنتخب منذ 7 شباط/فبراير الماضي، عندما خاض آخر مباراة له أمام الأرجنتين ودياً (صفر-1) علماً أنه كان استدعي مؤخراً من قبل دومينيك ولكن إلى المنتخب "ب" لمباراة ودية غير رسمية أمام سلوفاكيا.
كما استدعى دومينيك لاعب روما الإيطالي فيليب ميكسيس الذي غاب عن المباراتين الأخيرتين في التصفيات المؤهلة إلى أمم أوروبا 2008 أمام أوكرانيا (2-صفر) وجورجيا (1-صفر).
وشكل استدعاء تريزيغيه وميكسيس مفاجأة، خصوصاً أنهما انتقدا في الأيام الأخيرة دومينيك بشدة، بحيث اعتبره الأول أنه أساء إلى فرنسا وإلى كرة القدم بسبب تصريحاته حول إيطاليا والمباريات المغشوشة، فيما وصفه الثاني بـ"الشخص البغيض".
ومن غير المتوقع أن يطرأ أي تعديل على التشكيل الذي اعتمده دومينيك في المباراة الودية أمام سلوفاكيا حيث أشرك تييري هنري لاعب برشلونة في خط الهجوم إلى جانب مهاجم بولتون الإنكليزي نيكولا أنيلكا نظراً لانسجامهما معاً.
وستكون هذه المباراة مهمة جداً بالنسبة للمهاجم تييري هنري، إذ يملك في رصيده حتى الآن 40 هدفاً، سجل أخرها خلال المباراة الدولية الودية أمام سلوفاكيا (1-0) في 22 آب/أغسطس الماضي.
وإذا تمكن هنري خلال مباراة إيطاليا من تسجيل هدفه الـ41، سيعادل رقم نجم المنتخب الفرنسي السابق ويوفنتوس ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي حالياً.
وسيقود خط الوسط، فلوران مالودا جناح تشلسي الإنكليزي على اليسار وعلى اليمين، لاعب بايرن، فرانك ريبيري.
ورغم الإصابة التي تعرض لها باتريك فييرا لاعب إنتر، فإنه سيكون حاضراً في المباراة وإلى جانبه، سيلعب كلود ماكيليلي لاعب تشلسي. وفي خط الدفاع، سيكون مدافع برشلونة إريك أبيدال حاضراً إلى جانب لاعب برشلونة المخضرم ليليان تورام، كما يتوقع أن يلعب مدافع مانشستر يونايتد الإنكليزي باتريس إيفرا على الناحية اليسرى فيما سيلعب مدافع ليون جوليان كلير على الناحية اليمنى.
مالودا يمتدح غاتوزو
واعتبر مالودا أن جينارو غاتوزو لاعب آي سي ميلان بطل دوري أبطال أوروبا هو "سيد خط الوسط" و"مفتاح" المنتخب الإيطالي مشبهاً إياه بزميله في المنتخب كلود ماكيليلي وقال في هذا الخصوص:" إنه سيد خط الوسط واللاعب الذي يسعى تقريباً لمراقبة الجميع دفاعياً إنه شبيه بكلود ماكيليلي من ناحيتنا، فهو يحافظ على تركيزه دائماً ويبحث عن الكرات الضائعة، وهو يمثل توازن المنتخب".
وتابع مالودا: "أندريا بيرلو من ناحيته يمثل صناعة الألعاب في حين أن غاتوزو يعطي منتخبه الوتيرة، إنهما يكملان بعضهما، وهما ركيزة المنتخب الإيطالي".
وسيفتقد المنتخب الفرنسي في هذه المباراة، مدربه الذي أوقفه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بسبب تصريحات أدلى بها واعتبرها الاتحاد مسيئة إلى سمعة كرة القدم.
وكان دومينيك قد استأنف القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحقه بتغريمه وذكرت مصادر صحفية فرنسية أن الاتحاد الأوروبي اكتفى بإلغاء الغرامة مؤكداً على إيقاف دومينيك الذي كان قد صرح لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية بأن الإيطاليين اشتروا حكم مباراة منتخب شباب بلادهم مع فرنسا عام 1999 خلال تصفيات أولمبياد سيدنى 2000 متطرقاً إلى فضائح الدورى الإيطالي بقوله إن هناك تلاعباً في نتائج مباريات في الكرة الإيطالية.
فرنسا لم تخسر منذ 1978
يذكر أن 34 مباراة جمعت بين فرنسا وإيطاليا، فازت إيطاليا في 16 مباراة وخسرت 9 وتعادل الفريقان 9 مرات، والجدير بالذكر أن منتخب فرنسا لم يخسر أمام إيطاليا منذ عام 1978في كأس العالم في الأرجنتين عندما فازت إيطاليا بهدفين مقابل هدف، وكان أبرز فوز للديوك على الأزوري في كأس العالم 1986 في المكسيك في الدور ربع النهائي بهدفين دون مقابل ثم نهائي كأس أمم أوروبا عام 2000 في هولندا وبلجيكا، فاز فيها الديوك بطريقة دراميتيكية، بعد إحرازهم هدف التعادل في الوقت المحتسب بدل الضائع، قبل أن يسجّل تريزيغه الهدف الذهبي ويهدي فريقه فوزاّ تاريخياً.
وبعد ست سنوات، فازت إيطاليا بضربات الترجيح على فرنسا في نهائي مونديال ألمانيا عام 2006 بعد التعادل (1-1) قبل أن تثأر فرنسا في باريس في السادس من أيلول/سبتمبر الفائت عام 2006 في ذهاب التصفيات يوم هزت شباك بوفون ثلاث مرات بأهداف من توقيع سيدني غوفو وتييري هنري مقابل هدف لجيلاردينو.
وأياً تكن النتيجة، لا شك أن مباراة إيطاليا وفرنسا، هي دون شك إحدى أكبر المباريات هذا الموسم، والمنتخبان يزخران بأبرز النجوم، ابتداءً بلاعبي يوفنتوس، بوفون ودل بييرو وتريزيغيه مروراً بلاعبي برشلونة هنري وأبيدال وتورام وزامبروتا ولاعبي بايرن ميونيخ فرانك ريبيري ولوكا توني وتشلسي مالودا وماكيليلي وصولاً إلى نجوم ميلان، غاتوزو وإينزاغي. مباراة تعد بالكثير وستنقل مباشرة عبر الجزيرة الرياضية +1 فلا تفوتوها!
وفي المجموعة عينها، تلعب اسكتلندا صاحبة المركز الثالث بـ15 نقطة مع ليتوانيا، وجورجيا مع أوكرانيا رابعة الترتيب ب12 نقطة.
http://www.aljazeerasport.net/NR/exeres/68363245-8422-45C1-BF38-75980E7BA5A3.htmوشكرا